ماذا يحدث عندما تطقطق أصابعك؟

كانت البحوث القديمة تفترض أن الغازات الذائبة الموجودة في السائل الغضروفي الموجود في تجاويف المفاصل تتجمع في فقاعة عندما يتمدد المفصل، مما يجعل هذه الغازات تتفرقع وتصدر صوت الفرقعة.
وفي عام 2015، استخدم فريق من الباحثين الكنديين أشعة الرنين المغناطيسي لمراقبة الآلية الحقيقية لفرقعة المفاصل، ووجدا أن الغاز يتجمع بالفعل مكوناً فقاعات، وهذا هو ما يُحدث صوت الفرقعة.
هذا ويقول أندرو لافندر، المحاضر بكلية العلاج الطبيعي في جامعة كيرتن، للنسخة الأسترالية من هافينغتون بوست: “بدت فكرة أن الغازات تنفجر مثل البالون معقولة؛ ولذلك كانت تلك هي الفرضية المأخوذ بها لوقت طويل، ولكن عندما نظر هؤلاء الباحثون مرة أخرى، وجدوا العكس تماماً”.
وليس ثمة دليل كافي يثبت أن الفرقعة تُسبب أي ضرر للجسم، وتحديداً هشاشة العظام، إذ يقول لافندر: “من الصعب جعل الناس تفرقع مفاصلها مدة طويلة بما يكفي لملاحظة التأثير، إلا أن البحث الذي أُجري يُظهر عدم وجود دليل كافٍ يربط بين الأمرين”.
ففي عام 2011، راقبت إحدى الدراسات مدى تكرار فرقعة المفاصل في أشخاص تتراوح أعمارهم بين الخمسين والتاسعة والثمانين، عن طريق التصوير الشعاعي.
ووجد الباحثون أنه من بين كبار السن في هذه المجموعة، كانت حالات هشاشة العظام هي نفسها لدى من يفرقعون مفاصلهم ومن لا يفعلون ذلك.
بيد أن فرقعة المفاصل تصير مشكلة عند وجود مشاكل أخرى كامنة؛ فإذا كان لدى المرء إصابة معينة في أحد المفاصل أو يشعر بألم شديد عند فرقعة هذا المفصل، فهذا يُشير إلى شيء ما، حسب ما يوضح لافندر.
وأردف قائلاً: “أحياناً يمكن أن يتصلب المفصل ولا يتحرك بسهولة، وهذه إشارة أخرى إلى وجود مشكلة صحية في العظام”.
ويتابع لافندر قائلاً: “لا بأس بفرقعة الأصابع طالما لا يصاحب ذلك أي ألم، ولكن إذا كان ثمة أي نوع من عدم الراحة، فمن الأفضل إجراء فحص طبي”.
وبالنسبة لهؤلاء الذي يكررون طقطقة الأصابع، يقول لافندر: “إذا استطعت القيام بذلك مرة أخرى على الفور، ربما يكمن السبب وراء قدرتك على ذلك في تحرك أحد الأوتار في المفصل، ولكنها ليست فرقعة”.
وقد تعد المشكلة الأزلية في هذا الموضوع هو إزعاج من حولك، فبعض الناس تعتبره أمراً مزعجاً عندما يُفرقع الآخرين مفاصلهم، وأكثر إزعاجاً إذا كان هذا المفصل هو الرقبة أو الظهر.
جولان تايمز – خلود حسن