أخبار مهمةسورية

من صفحات النضال الجولاني… «غاليه فرحات»


. ( غالية الجولان )
. “””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
د. تيسير ابو عاصي
صحيفة الرأي الأردنية 13 / 4 / 1987

. اليوم وامتدادا للنضال الدؤوب والمستمر , واستمرارا لقوافل الشهداء التي قدمتها امتنا العربية على مر السنين في سبيل ان يسجل التاريخ بالمجد والكرامة كبرياء وشموخ الانسان في انصع صور البقاء- يدخل اسم جديد بوابة الفخار – غالية فرحات – شهيدة الجولان ابنة الهضبة العربية يتوج استشهادها الانتفاضات العارمة المتعاقبة التي شهدها الجولان المحتل , فرحلت بخمسين ربيعا في سبيل الجولان ومع الجولان .

. ان استشهاد غالية فرحات يسرد حكاية شعب باسره, شعب منغرس في الارض, يرشف من الارض بقاءه يقارع الظلام , يقاوم الظلام , يصرخ باعلى صوته بحنجره ليست الا عربية ، لا للهوية الاسرائيلية ، لا للحياة اذا كان في الحياة مذله, ذلك الشعب الذي تنحني صدورهم المشرعة بنادق الاستبداد, تصهررصاصات الحقد الاسود تنطلق المظاهرات العارمة ترسم فيها نقمة شعب – تنطلق بيارق تأبى التراجع – بعيونها تقهر الظلام وتهزم البنادق رغم الحديد والنار – انه الغضب – انها النقمة على المحتلين.

. حقيقة تقول ان الطاقة لا تفنى والامثلة الشعبية تنبئنا انه لن يضيع حق وراءه من يطالب , فليس نهاية النضال الدؤوب الا النصر ولن يذهب سدى اصرار على حق ولن تطوى قضية ربط ابنائها مصيرهم بمصيرها.
ان ارادة الرفض في الجولان هي ذاتها الارادة التي قارعت الاستعمار حتى اندحر وهي ذاتها التي هزمت البوارج والة الحرب والغرب في لبنان , وهي ذاتها التي لا زالت تقاوم في فلسطين وجنوب لبنان , فهي اليوم اذ ترفض الاحتلال على اشكاله تقدم التضحيات تلو التضحيات , وتعلن على الملأ انه لا مجال للتراجع وستبقى كلمة الشعب المؤمن بعدالة قضيته هي الاقوى, ولا بد ستنتصر ارادة الشعوب طالما وان الايمان بالنصر عميق وطالما ان الدم يرخص في سبيل الاوطان , وطالما ان شعب القضية لا يخشى الموت وطالما ان الموت في سبيل القضية شهادة, والشهادة نهج اختارته الشعوب المناضلة لانها طريق النصر .

. هذه الارادة وهكذا تفرض الارادة , وهنا تبنى الحدود الواضحة التي لا لبس فيها بين الصمود والهزيمة, الثبات والتراجع, الكرامة والخزي- انها ارادة الصمود- ارادة التحدي ارادة الحفاظ على التاريخ, وليس سوى سقوط لاء واحدة وتتساقط الارادة ولا يبقى من الانسان سوى هزيمة بلا انسان .

. هكذا وفي الصعاب ومن خضم التحدي تكبر الابطال في الوطن ويكبر فيهم, كبرت الشهيدة غالية فرحات – تسامقت في الجولان – تسامقت في فلسطين- تسامقت في جنوب لبنان – تسامقت في السماء العربية , وستبقى قافلة الشهداء تمتد حتى تصان الكرامة وينتصر الحق .

. اليك يا غالية الجولان الف تحية , ولكم كل الاكبار والاعتزاز يا اهلنا في الجولان .

وليبق صوت النضال انشودة الى الابد :

كان امسا مقيتا…

داسنا باحتقار وولى…

وغدا لن نبيتا…

مزقا تذرع الارض وهنا وذلا…

قسما.. جذرنا لن يضيعا!

قسما.. دمنا لن يطلا!!

. “”””” سميح القاسم “””””


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق