مدينة « السيدة زينب » على هامش الحياة!

تقرير: خلود حسن
تحت أشعة الشمس الحارقة ينتظر المئات من سكان مدينة السيدة زينب في كراج الست بمنطقة الصناعة وسيلة نقل تعيدهم الى المدينة ، مع توفر التكاسي التي أصبحت أجرة الركوب فيها للشخص الواحد يتجاوز 5000 آلاف ل.س ، ليتكرر مشهد الانتظار لساعات يومياً …
البعض من أهالي المدينة وجد أنه لا مفر من ركوب سوزكي لنقل الخضروات وهذه الأخيرة تاخذ اجرة الراكب الواحد ما يتجاوز 3000 الف ليرة سورية ويكون العدد فوق التصور يصل لحد التعلق بيد واحد مقابل الوصول الى المدينة بأي وسيلة كانت بدلاً من السير على الأقدام …
تحدثنا ” هبه”.. أنا موظفة بأحد الشركات الخاصة بقلب العاصمة دمشق ولا وسيلة نقل معتمدة من قبل الشركة ما اضطرّني لأدفع نصف مرتبي اجرة طريق على مدار الشهر مع العلم أنني بأغلب الأحيان أمشي لعدة كيلومترات لأصل لمنطقة بيبلا والتي تعتبر الأقرب لدمشق بمدة زمنية لا تتجاوز الربع ساعة بدل من الالتفاف عبر طريق المطار لاصل لمنزلي في السيدة زينب.
بينما عمر وهو عامل باطون يعيش على قوّت يوميه .. يخبرنا أعيش ” كل يوم بيومه ” لدّي أربعة أطفال والحرب أخدت منازلنا وأرزاقنا ولكن عندي ” كتل لحم” حسب قوله …. عليي أن أكون السند لهم ولكن ظروف مدينتنا لا تساعدني، وأصبح أكبر حلم لي أن اجد وسيلة نقل صباحاً أو مساءً دون أن اضطر للمشي للساعات وساعات و أدفع ثلث يوميتي لاصل لمنزلي..
“أم علي” وهي زوجة شهيد قالت لجولان تايمز : أخرج من منزلي منذ الساعة الخامسة والنصف فجراً ، أمشي لعدة ساعات لأصل لدوار البيطرة علنّي أجد وسيلة نقل لعملي ، ” أنا اعمل مدبرة منزل في منطقة المزة”.. أجرتي اليومية هي 10 آلاف ليرة وأحياناً 12 ألف ليرة ، ولكني أضطر لدفع 5 ألف يومياً… ولا يبقى معي سوى 5 ألف .. فهل هذا معقول؟!!
الكثير والكثير من الشواهد عن أزمة المواصلات في مدينة السيدة زينب دون وجود حلول إسعافية من قبل المسؤولين وأصحاب الكلمة من المعنيين على المنطقة ولا بوادر للإيجاد حلول لهذه المشكلة التي مرّ عليها سنين على هذا الحال ، بل بالعكس تماماً المبررات محصورة بعدم توفر المازوت للسرافيس وهذا بحسب ما تنشره محافظة ريف دمشق … ولا مبررات لمكافحة استغلال ازمة النقل لدى ضعاف النفوس .
فهل نجد حلاً قريباً مع انتخابات الإدارة المحليّة ، وهل سيتم سيتغير الحال بحال اخذ المرشحون بعين الاعتبار هذه المشاكل ؟!
الكثير من الأسئلة بجعبتنا ، والكثير من المشاكل نأمل أن نجد لها حلاً لهذه المنطقة؟
فمدينة السيدة زينب والأحياء المجاورة لها تفتقد لكل شي من أساسيات الحياة وغياب الرقابة والمحاسبة ، فالكهرباء معدومة والمياه دائماً مقطوعة مع انتشار مخيف للكلاب الشاردة ليلا نهارا وازدياد حالات النصب والسرقة وكثرة المتسولين ووعرة الطرقات وضعف شبكتي الاتصالات والانترنت وكثرة المخالفات وتعدي المحلات على الأرصفة والطرقات وكثرة المخالفات المرورية وغلاء الأسعار الغذائية والخضراوات بالنسبة لإمكانيات سكان المنطقة ، ناهيك عن ارتفاع غير مسبوق لأجار المنازل وكذلك البيع الذي بات محصوراً بالعراقيين أو من هم بمثابة سياح اجانب للمنطقة.
لا نبالغ إن قلنا أن ما تعاني منه مدينة السيدة زينب يعاني منه كامل الريف الدمشقي…