جاور الحزن القلوب منذ الشهقة الاولى .. ألم سكن في الأعماق، وكان ينزف طوال الوقت حسرة على ذلك الملاك ذو العيون الزرقاء اللامعة ، والضحكة البريئة التي لا تنسى مهما مر الزمان.
الطفل المرحوم إيفان شادي خطار زهوه الذي كان لحياته القصيرة ذكريات تغص الحناجر باستذكارها.. فهو ابن لأبوين صالحين أراد الله اختبار صبرهما بفلذة أكبادهم ، فكانوا مستجيبين لكافة أحلامه و طلباته في كل الأوقات، بمحبة ، و قلوب يعتصرها الألم و الخوف من فقده .. و على أمل أن تكون رحلته طويلة في هذه الدنيا لم يترددوا للحظة في عرضه على أمهر وكبار الأطباء . كانت معظم إجاباتهم بأن حالته ميؤوس منها و أمل بقائه ضئيل جداً .. لكن لله إرادة و مشيئة تعجز العقول عن إدراكها ، حيث مد في عمره فترة من الزمن و كان بذلك معجزة أذهلت الأطباء جميعهم.
بقي متمسكاً في الحياة يبث روح السعادة في نفوس أبويه وكل من عايشه ،، لكن قدر الله محتوم و يد المنون أطول فما كان منهما إلا الرضا والتسليم بقضاءه وقدره ،، ولأن الإنسانية تسود في الأرجاء دائماً أراد ذويه تقديم اللباس المدرسي عبر فريق مؤسسة مرساة لكافة طلاب قرية المتونه من رياض الأطفال حتى الصف التاسع في كل من ( مدرسة الشهيد رفيق مراد ،، مدرسة الشهيد رامي سعدو الحلبي )
بحضور الفعاليات الرسمية الاجتماعية و الأهلية ،، تخليداً لذكراه و استرحاماً لروحه الطاهرة فهو طير من طيور الجنة باقياً في القلوب لا تنساه الذاكره.
رحم الله روح الملاك إيفان شادي خطار/زهوة و ألهمنا و إياكم الصبر والسلوان و جعل عملكم في ميزان حسناتكم و بارك لكم في رزقكم وابنائكم.
دمتم بخير.
