مياه الشّرب في درعا تُعاني من الشّحّ وتراجع غزارة الينابيع

“مياه الشّرب في درعا تُعاني من الشّحّ وتراجع غزارة الينابيع”
أغلب مدن وبلدات محافظة درعا تُعاني شُحّاً كبيراً في كميّات المياه التي تُضخّ إليها، وخلال متابعة الوضع المائي بشكلٍ عام في المحافظة قد تبيّن تراجع في غزارة الينابيع أدّى إلى عجز في مياه الشّرب في معظم التّجمّعات السّكّانيّة في المحافظة إضافة إلى انخفاض المقنّنات المائيّة لشبكات الرّي التي تُروى من الينابيع، وهذا ما دعا إلى استخدام بعض الينابيع أو جزء منها لصالح مياه الشّرب بدلاً من الرّي والبعض منها بشكل كامل، وذلك حسب مدير مؤسّسة مياه درعا المهندس “محمّد المسالمة”.
حيث ذكر أنّه يوجد في المحافظة عدد من الينابيع بغزارات متوسّطة نسبيّاً أهمّها (الأشعريظ السّاخنة الكبرى، السّاخنة الصّغرى، الغزولي، بندك، العجمي، ينابيع الهرير، دير لبو، الصّافوقية وغزالة) والقسم الكبير من هذه الينابيع قد جفّ تماماً، وهي، وقسم آخر أصبح موسميّ جافّ صيفاً ورطب شتاءً، والقسم المتبقّي غزارته مستمرّة مع انخفاض جزئي صيفاً، كما ذكر أنّه توقّفت غزارة ينابيع (عيون العبد والسّاخنة الكبرى والصّغرى)، والتي تستخدم بشكل رئيسي لسدّ احتياجات مياه الشّرب في مناطق مختلفة من المحافظة، وبقيت حاليّاً من تلك الينابيع فقط ينابيع (وادي الهرير) بشكل رئيسي تستخدم لأغراض الشّرب والري.
ولفت أنّ المصدر المائي الأهمّ الذي تعتمد عليه الزّراعة بشكل رئيسي في المحافظة هو الآبار، حيث ازداد حفر الآبار المخالفة في أرجاء المحافظة كافّة حتى ضمن المناطق السّكنيّة داخل المخطّطات التّنظيميّة للقرى والبلدات لتأمين مياه الشّرب وغيرها، وكذلك ضمن شبكات الرّي الحكوميّة وغيرها لغياب المياه عنها وتعطّلها وعدم توفّر المورد المائي.
وأكّد أنّ المؤسّسة العامّة لمياه الشّرب اتّخذت مجموعة من الإجراءات من خلال دراسة الواقع المائي الحالي في حوض اليرموك والإجراءات اللّازمة لوقف استنزاف المياه الجوفيّة في الحوض، واتّخاذ الإجراءات اللّازمة لمعالجة الآبار الزّراعيّة المخالفة ووقف الحفر المخالف والعشوائي للآبار، وإعادة النّظر بالخطّة الزّراعيّة السّنويّة على الآبار والتّشدّد بتطبيقها والتّركيز فيها على الزّراعات الشّتويّة وخاصّة محصول القمح والأشجار القائمة إلى حين تعافي مناسيب المياه الجوفيّة، والاعتماد بشكل رئيسيّ في الزّراعة على الموارد المائيّة السّطحيّة، بالإضافة إلى الإسراع بتنفيذ محطّات المعالجة للمياه الرّاجعة من الصّرف الصحّي والاستفادة منها في الزّراعات الممكنة.
وأنّ المؤسّسة تحاول ابشكل دائم البحث عن مصادر مائيّة جديدة لمياه الشّرب من خلال حفر الآبار وتجهيزها على الطّاقة الشّمسيّة حيث بلغ عدد الآبار التي تمّ تجهيزها على الطّاقة الشّمسيّة إلى حد الآن ٥٥ بئراً في مناطق المحافظة كافّة.
وقد بيّن مدير المؤسّسة أنّ هناك تعاون مع المنظّمات الدّوليّة الدّاعمة لقطاع مياه الشّرب بالعمل بشكل مستمرّ وحسب الأولويّة لتجهيز آبار ومشاريع المؤسّسة وتشغيلها على الطّاقة الشّمسيّة في مناطق المحافظة كافّة ويتمّ العمل حاليّاً تجهيز ١٤ بئراً في مناطق المحافظة وتشغيلها على الطّاقة الشّمسيّة.