أخبار مهمةعربي ودولي

الاستدارة الأميركية في سورية وبداية نهاية الحرب .. ماذا عن الجولان والغاز والعراق ؟ بقلم :ناهض حتر


دام برس : دام برس | الاستدارة الأميركية في سورية وبداية نهاية الحرب .. ماذا عن الجولان والغاز والعراق ؟ بقلم :ناهض حتر

دام برس:

أعلنت الخارجية الأميركية، سلسلة مواقف تتطابق مع المواقف الروسية بشأن سوريا، في ثلاثة ملفات أساسية.

ـ الجيش:

” الجيش السوري هو إحدىت مؤسسات الدولة التي ينبغي الحفاظ عليها.” وهو ما يؤسس لمسار التعاون الدولي مع المؤسسة العسكرية والأمنية السورية، لإنهاء الظاهرة الإرهابية في سوريا.

ـ الرئيس:

ـ ” لا توجد رؤية أميركية تتعلق بموعد رحيل الرئيس. ”
ومعنى ذلك واضحٌ لجهة إخراج البحث في ما يسمى ” مصير” الرئيس بشار الأسد، من التداول.

المسار السياسي:

ـ “الاستمرار في المسار السياسي الراهن في فيينا، نحو مرحلة انتقالية تحافظ على مؤسسات الدولة، وإجراء انتخابات انتقالية، وحكومة سورية من صنع السوريين أنفسهم.”
وهو ما يعني سوريا موحدة وعلمانية وانتقال سياسي في إطار منظومة الدولة الوطنية السورية.
وهذه الإستدارة الأميركية الصريحة، ليست مفاجئة؛ فهي مستلّة من قرار مجلس الأمن الدولي رقم ، وتعرب عن التوافق الحاصل مع الروس بشأن سوريا؛ نستطيع القول، إذاً، إننا نشهد بداية نهاية الحرب الضروس التي شنتىها الولايات المتحدة وحلفاؤها الإقليميون على الجمهورية العربية السورية.

لم تترك واشنطن وسيلة، سرا أو علنا، منذ العام 2011، إلا واستخدمتها لتحطيم الجيش السوري وتفكيك الدولة وإسقاط الرئيس؛ إلا أن كل الجهود الأميركية التي حركت مطامع أدواتها الإقليمية وجندت عشرات الآلاف من الإرهابيين وسهّلت تدريبهم وتسليحهم، انتهت إلى الفشل؛ قبل أن يحسم الروس ميزان القوى لمصلحة السوريين، نهائيا.

الحضور الروسي في سوريا لا يُحسَب من الزاوية العسكرية ـ على أهميتها ـ وإنما من الزاوية الإستراتيجية؛ فمنذ 30 أيلول 2015، حين انطلقت عاصفة السوخوي، اتخذت الحرب مضمونا دوليا جديدا يطرح على الأميركيين تحدي الحرب المباشرة، لا بواسطة أدوات إقليمية ومليشياوية. عند هذه النقطة، بات واضحا أن استمرار الحرب ، في سياقها الجديد، يطرح خيارين لا محبص عنهما : المواجهة الأميركية ـ الروسية، أو التفاهم الأميركي ـ الروسي. وبما أن الخيار الأول غير واقعي بالنسبة للدولتين الأعظم معا، أصبح الخيار الثاني لازما.
هكذا، أصبحت كل القوى الإقليمية، فجأة، خارج المعادلة السورية؛

ـ تم، بمجرد الحضور الاستراتيجي الروسي، ضرب المشروع التركي العثماني في سوريا، قبل أن ترتكب أنقرة حماقة اسقاط القاذفة الروسية، وانتقال معالجة الروس للدور التركي من خانة الاستيعاب إلىت خانة المواجهة،

ـ والسعودية التي كان لديها عرض من موسكو بصفقة تتضمن الإنسحاب السعودي من سوريا مقابل الحفاظ على مصالح الرياض في اليمن، خسرت الفرصة الثمينة التي كانت متاحةً قبل تشغيل مطار حميميم. السعودية التي تدرك، الآن، أنها فشلت في سوريا والعراق، وتحوّل قرارها بالخفض الاصطناعي لأسعار النفط ضدّها، من دون أن يؤذي ، جديا، روسيا وإيران، هي اليوم في حالة فوران عصبي وضياع،

ـ وهكذا، فإن العاصمتين المهزومتين ذهبتا إلى “تحالف” الخاسرين، والتصعيد الهادف إلىت شراء الوقت وخلق الأجواء المناسبة لمحاولة جر مصر إلى حلف سنّي في مواجهة ساخنة مع إيران.

ـ الطرف الإقليمي المدعو لتحالف تاريخي مع تركيا والسعودية هو الكيان الإسرائيلي، الملزوز، بعد انتهاء الحرب السورية، إلى مواجهة أحد خيارين: مقاومة في الجولان وحضور جزب الله والحرس الثوري على حدود”ها” أو القبول الواقعي بسلام مع سوريا بشروط الزعيم الراحل حافظ الأسد.

يقول رئيس تركيا الاخونجي، رجب أردوغان، إن تركيا بحاجة إلى إسرائيل، وبالعكس. وهو قولٌ صحيح تماما؛ فالدولتان المعاديتان لسوريا، تحتاجان إلى بعضهما بعضا لمواجهة العزلة وتراجع الدور.

ـ إيران هي الأخرى ما عاد من الممكن ترجمة حضورها العسكري والأمني في سوريا، سياسيا؛ فعنوان المرحلة هو روسيا والعلمانية، وإعادة البناء والغاز مما يحتم التوصل إلى صيغة سلام أو هدنة، توقف أو تجمّد فرص الاشتباك مع الكيان الإسرائيلي.

ـ هل ربحت الولايات المتحدة وإيران، العراق، مقابل خسارة سوريا؟ ربما تكون موسكو سائرة في صفقة كهذه؛ لكن ديناميات الحل السوري ( الوحدة والعلمانية والجيش والدولة) سوف تفرض، في النهاية، نفسها على الإقليم كله، وخصوصا العراق، حيث يمكن أن يتبلور خط جديد للوطنية العراقية،

وبدهي أن استعادة الوطنية العراقية المحفوزة بالقتال ضد الإرهاب وسقوط الإسلام السياسي وفشل الإدارة العراقية في كافة المجالات، سوف يحرّك قوى اجتماعية وسياسية نقيضة لكل من النفوذ الأميركي والإيراني. هكذا، نلاحظ أن الولايات المتحدة تعرقل ، سياسيا، حركة الحشد الشعبي ضد داعش، وتريد إطالة عمر الأزمة لتحسين موقعها التفاوضي في العراق.

ناهض حتر .. ناشط وإعلامي أردني


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق