مراسل شام برس في حلب: الجيش السوري يتابع تقدمه في الريف الشمالي ويُسيطر على بلدة “حردتنين” ويضع “رتيان” تحت حصار قواته و/2/ كم تفصله عن بلوغ “نبل” و”الزهراء”.. ومسلحو المدينة يردّون بقصف الأحياء الآمنة بعشرات القذائف الصاروخيةمالي ويُسيطر على بلدة

تابع الجيش السوري والقوى المؤازرة له على مدار يوم أمس عمليته العسكرية “طوق حلب” في الريف الشمالي وسط زخم ناري كثيف أسفر عن إحكامه السيطرة على بلدة “حردتنين” الهامة في ظل انهيار دفاعات وصفوف الجماعات المسلحة.
فبعد نحو /24/ ساعة من سيطرة قواته على بلدتي “دوير الزيتون” و”تل جبين” والمعامل المحيطة بها، زحف الجيش السوري مجدداً عبر تكتيك “رأس الحربة” باتجاه بلدة “حردتنين” إحدى أهم معاقل مسلحي “الجبهة الشامية” في ريف حلب الشمالي، وتمكن من تدمير الخطوط الدفاعية الرئيسية للمسلحين حول القرية قبل أن يقتحمها بكثافة نارية كبيرة أجبرت مسلحي “الشامية” على الفرار من البلدة وإخلاءها بشكل كامل.وفور سيطرته على “حردتنين” عمد الجيش إلى إجراء عمليات تثبيت سريعة لقواته داخل البلدة، قبل أن يُعاود انطلاقه مجدداً باتجاه بلدة “رتيان” بالتزامن مع عمليات تمهيد ناري مُكثف من سلاحي الصواريخ والمدفعية في خطوة أربكت المسلحين وأجبرتهم على التقوقع داخل البلدة ليفرض الجيش السوري حصاره الكامل حولها تمهيداً لاقتحامها.
وأشار خبير عسكري لـ شام برس إلى أن مسألة سقوط “رتيان” بيد الجيش السوري تُعتبر في المفهوم العسكري مسألة وقت لا أكثر نظراً لسقوطها نارياً إلى جانب موقعها الجغرافي المنخفض مقارنة بباقي القرى والبلدات المحيطة بها وخاصة “حردتنين” ما سيُتيح للجيش اصطياد الجماعات المسلحة المتواجدة داخلها والقضاء عليهم خلال وقت قصير قد لا يتجاوز الساعات القليلة القادمة.
وأردف الخبير العسكري بالقول: “سيطرة الجيش السوري المتوقعة على (رتيان) من شأنها إكساب الجيش السوري مزيداً من الزخم على طريق اقتحام بلدة (معرسة الخان) ثاني أكبر معاقل المسلحين في الريف الشمالي والتي تعتبر البوابة الرئيسية والأهم لدخول باقي القرى والبلدات وإسقاطها تباعاً).
مصدر عسكري من ريف حلب الشمالي أكد لـ شام برس بأن حالة من الذعر والهلع الكبيرين تسود أوساط مختلف فصائل الجماعات المسلحة المنتشرة في ريف حلب الشمالي على عكس ما تُذيعه وسائل الإعلام المعارضة عن صمودهم ودفاعهم المستميت عن معاقلهم بدليل حالات الفرار العشوائي التي تشهدها صفوف المسلحين بمجرد وصول طلائع الجيش إلى الخط الدفاعي الأول للقرى أو البلدات التي تستهدفها قواته.
وبوصول الجيش السوري إلى محيط “رتيان” واقترابه من “معرسة الخان”، يكون قد ذلّل المسافة التي تفصله عن بلوغ بلدتي “نبل” و”الزهراء” المحاصرتين إلى نحو /2/ كم فقط، ما يعني أن استمرار العمليات العسكرية بالوتيرة ذاتها سيؤدي إلى فك الحصار عن البلدتين خلال الأيام القليلة القادمة.
بدورهم ردّ المسلحون المتمركزون في القسم الشمالي من حلب المدينة على تقدم الجيش السوري في الريف الشمالي، بقصف عشوائي استهدف الأحياء الآمنة أثناء فترة الظهيرة التي تُعتبر فترة الذروة في حلب، فعمدوا إلى قصف حي الموكامبو بـ /6/ قذائف صاروخية، وحي شارع النيل بـ /5/ قذائف، وأحياء شارع تشرين ومساكن السبيل وشارع فيصل بـ /9/ قذائف، سقط معظمها على الأبنية السكنية.
وأسفرت القذائف وفق الحصيلة الأولية التي علمتها شام برس، عن استشهاد امرأة وإصابة /15/ مواطناً بجروح متفاوتة الشدة نُقلوا على إثرها إلى مشفيي الرازي وحلب الجامعي لتلقي العلاج اللازم، في حين تم تسجيل احتراق عدد من السيارات إضافة إلى أضرار مادية لحقت بعدد من المنازل.
شام برس- زاهر طحان