أسد الله و..الواوي * تحية إلى يعرب زهر الدين*

بقلم الإعلامي: غسان الشامي
انتظرت حتى يتشرّف التراب بعصام زهر الدين كي أكتب ، احتراماً لجسد قمّطه الجبل العصيّ ودثّرته البادية الرحبة وغسّله الفرات الأزرق.
انتظرت على مضض،..كي أردّ على حفيد القائلة: “من شاء من الدروز أن يقاتل الانتداب، فليذهب إلى سوريا”، رغم كلّ سخافته في تناول قامة البأس والعلوّ حين يكتب تاريخ الدفاع عن الأرض، قبل أن يتعطر بها ثرى جبل العرب.
طبعاً لا يمكن للأوسكاري فهم معنى الشجاعة، ولا مقاربتها، فمن فتح بيته لشمعون بيرس ذليلاً كهرٍ شوارعي جائع، لا يكتنه اندلاع الجرأة النادرة في قائد يتدلل عليه أطفال دير الزور المحاصرين كأرجوحة ورغيف.
نعم، الرعديد الذي تتراقص فرائصه ويبلل جِينزهُ من أصوات الألعاب النارية، لا يمكنه إلاّ الحقد على سيّد البنادق الذي قضى على الدواعش ، أقرباء الثرثار ، بيده ودمه، وعلى خياله المريض المتخم بالنصرة .
من باع أبناء مذهبه في كركبيزة وقلب لوزة والدوير إلى اللحى المقمّلة لزناة الجولاني ، يفضحه ويكشف حموضة حليبه ابن مذهبه القائد الذي اعتنق وطناً بكل أطيافه فقاتل وانتصر في كل موقعة خاضها وحلقَ اللحى البشعة، دالقاً عليها غائط اليتامى السوريين.
وبالتأكيد المثلث وبالحدود الخمسة، لا يستطيع الجبان الذي فعلها في سرواله عشرات المرات ، وربما آخرها في 7 أيار، الذي يتأتىء ويمأمىء ويحك ويغدر ثم يتوّسل إلى خصومه وأعدائه مطأطئاً، حتى يقعي في قاع السياسة، لا يستطيع رفع رأسه بوجه جلجامش الجيش السوري، قاتل خمبابا التكفير، لأن من اعتاد غسل الأرصفة تزلفاً، ومداهنة الأقوياء، لن يمكنه رفع عموده الفقري. أولاً : لأنه من صنف الرخويات الزواحف، وثانياً : لأنه يعرف أن العقبان تحتقر هذا النوع من اللافقاريات.
كيف يمكن لمن استمرأ المذلة ألاّ يكون حاقداً على الشامخين؟!.
كيف يمكن لمن استَبْيَكَ على الضعفاء أن يجابه الأقوياء؟!.
كيف يمكن لمن يهوى الحَفْرَ والحُفَرْ أن يقف أمام صدر الشمس والريح علماً؟!.
كيف يمكن لمن يقبّل منخار أعرابي متعفن أن يقارب جبيناً سورياً تحسد السماء شموخه؟!.
عصام زهر الدين ابن حياة العز ويفتح الطريق إليها ببندقيته، من أجل بلده وناسه،وكان يعرف أنه سيكون من الخالدين، وأن “أنيابه” وهي أنياب حماة دياره، باترةً قاطعةً وستفعل فعلها في تمزيق لحم التاريخ الذي يحاول فيلتمانيو الزبالة النيويوركية كتابته لهذا البلاد.
عصام زهر الدين كان يعي أنه سيكون “سلطانا أطرشاً” جديداً، وأن هذا الجبل يكتنز فوق وتحت حجارته السود سلاطين وطرشان رضعوا حليب المقاومة، على مدّ عينك والنظر، وأنهم الرد الحارق على كل “ألوية غولاني” وعلى حجارة البويكات البيضاء التي سرقت من أكتاف أهل الجبل، ومن له “أنياب” تحمي بلاده لا يلتفت إلى “حوافر” الأعراب والأغراب.
عصام زهر الدين هو النموذج الذي لا يمكن للأقزام التشرّف بمسح أحذيتهم، فلقد حجزوا صدر مَضَافة التاريخ، وأرسلوا المهزوزين الحكّاكين إلى المزبلة.
عصام زهر الدين كان يعرف أصله وأصل أهله وتراب بلاده ورِفعة ما آمن به، وكان يعرف أنه من صلب وأرحام هذه الذرى، وكان يدلُّ على” البناديق” بسبباته ضاحكاً ومستهزئاً، ثم يكمل اقتحاماته لاوياً على انتصار.
عصام زهر الدين توَغّل في التاريخ الأبيض والقاني، والبويك يذهب إلى الموحلة القاتمة.
هل عرفتم لأن لماذا سمّى أسد الله ابنه..يعرب، ولماذا سمّى حفيد”الست” ابنه ، تيمور؟.
على فكرة تيمور اسم مغولي معناه الحديد ، وهو تيمّن بتيمورلنك، أما “لنك ” فتعني الأعرج، ولذلك يستحكم عرج دماغي بتلابيب اللافقاري.
الأخ العزيز يعرب زهر الدين،أنت روح عصام ونبضه وسرّه المقدّس، وأنت ومن معك من أباة، نصر سوريا ومستقبلها وعزّها ورفعتها وورثة الشهداء وصنّاع التاريخ، وهؤلاء “لنكات” لا يلتفت إليهم.
بالأبطال وأبنائهم وأحفادهم سننتصر، وها هي البشائر تهلّ…
لك تحية المجد ولمن أنجبك غار التاريخ برمته.