مساهمات “برنامج الأغذية العالمي” للسوريين خلال العام 2017

مع دخول الحرب على سورية عامها السابع، فإن الآثار السلبية للأزمة على حياة معظم السوريين تفاقمت ووصلت حداً مخيفاً نتيجة ضعف الناتج الاقتصادي المحلي في كافة مجالاته، إضافة إلى التضخم النقدي الذي أشارت له العديد من الدراسات التي نشرتها الصحف الرسمية، أن الأسرة السورية المؤلفة من خمسة أشخاص باتت بحاجة إلى أكثر من 150 ألف ليرة سورية كحد أدنى للوفاء بتكاليف المعيشة الأساسية ، وهو ما لا يتوفر لمعظم الأسر السورية بحسب الدراسات, وهنا برز دور المنظمات الإنسانية التي عملت على تخفيف الضغط عن المواطن في مجالات عدة وربما كان أكثر ما يهم المواطن هو الغذاء الذي يشكل مطلباً أساسياً له.
وهنا نضع بين أيديكم في هذا التقرير الخاص الذي اعده موقع أخبار سوريا والعالم عن كل ما قدمه برنامج الاغذية العالمي WFP خلال العام 20177 في كل المجالات التي تقدم بها الرعاية والمساعدة.
السلل الغذائية الشهرية
على مدار عام 2017، قدم برنامج الأغذية العالمي الدعم لما يقارب أربعة ملايين سوري كل شهر. حيث استخدم البرنامج في حزيران الطريق البري الذي أُعيد فتحه مجدداً والذي يربط حلب بالقامشلي لإرسال المساعدات الغذائية للأسر المتضررة في محافظة الحسكة الشمالية الشرقية ,كما وتمكن البرنامج من الوصول إلى الأجزاء التي كانت محاصرة من مدينة دير الزور عن طريق البر,هذا وقد نفذ البرنامج منذ عام ونصف 309 إسقاطا من ارتفاعات عالية فوق المدينة, ويصل البرنامج الآن إلى 400,000 شخص في المحافظات الشمالية الشرقية الثلاث أي الحسكة والرقة ودير الزور عن طريق البر.
كما وقد تم توزيع الأغذية التابعة لبرنامج الأغذية العالمي على الأسر السورية المحتاجة فيما يقرب من 1,500 موقع ونقطة توزيع في جميع أنحاء البلاد بالتعاون مع 38 شريكًا ،بما في ذلك ثمان محافظات إدلب – حلب – درعا – القنيطرة – حماة من خلال العمليات العابرة للحدود من الأردن وتركي, ليصل برنام
ج الأغذية العالمي ولأول مرة منذ عام 2013إلى جميع المحافظات السورية الأربعة عشر من خلال وسائل إيصال متعددة ،بما في ذلك عمليات إيصال المساعدات من خلال القوافل المشتركة بين الوكالات الإنسانية عبر خطوط التماس، والإنزال الجوي،والشحن الجوي.
مشروع التغذية المدرسية:
كانت سوريا رائدة إقليمياً في التعليم الأساسي قبل الأزمة ،إذ كان 97 في المئة من الأطفال في سن الدراسة الابتدائية ملتحقين بالمدرسة .
عانى قطاع التعليم في سوريا من خسائر فادحة.حيث يحتاج أكثرمن 6 ملايين طفل وموظف تعليمي إلى مساعدة سواء تعليمية أو من أشكال أخرى من المساعدات التي تُقدم حالياً من قبل المنظمات الإنسانية العاملة في سورية, وبحسب إحصائية أممية يوجد1.75 مليون طفل خارج المدرسة ، وأيضاً بحسب الإحصائية فإن واحدة من كل ثلاث مدارس إما أنها دُمرت جزئيا أو كليا أو تُستخدم كمأوى أو لا يمكن الوصول إليها.
نفذ برنامج الأغذية العالمي برنامجاً للوجبات المدرسية منذ عام 2014 بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم وركز البرنامج على المناطق ذات التركيز العالي للنازحين وانخفاض مستويات الأمن الغذائي، وضعف مؤشرات التعليم. في عام2017وصل برنامج الأغذية العالمي من خلال برنامج الوجبات المدرسية إلى أكثر من 600,000 طفل بزيادة ثمانية أضعاف منذ عام 2014 .
حيث تلقى التلاميذ في المدارس خلال أيام الدراسة قطع التمر والحليب، المدعومة بالفيتامينات والمعادن،الذي يوفر لهم حوالي 500 سعرة حرارية،أو30%من احتياجات الطاقة اليومية للأطفال.
وقدم البرنامج قسائم شراء الغذاء لأسرة الطالب المتسرب في حال سجل إبنهم حضور في المدرسة بنسبة 80% من أيام الدوام الشهري. وقد كان تجاوب الأهالي مع هذا البرنامج خجولاً من حيث عدد الطلاب المسجلين عام 2017 ,قام برنامج الأغذية العالمي بالتعاون مع الإتحاد الأوروبي بتمويل إحداث خطوط إنتاج بسكويت التمر محلياً بالشراكة مع مصانع غذائية من القطاع الخاص، حيث تم إنتاج جميع قطع التمور محليًا في مصانع سورية ولأول مرة منذ بدء البرنامج، الأمر الذي ساهم في إحداث أقسام تصنيع مادة بسكويت التمر وفق أحدث معايير السلامة الغذائية الأوروبية وخلق أكثر من 700 فرصة عمل استفاد من معظمها المتضررين من جراء الأزمة من الوافدين وجلّهم من النساء المعيلات لأسرهنًّ.
الوضع التغذوي في سوريا برامج التغذية التكميلية (الوقائية والعلاجية):
نتيجة لتحسن الحالة الأمنية في بعض المحافظات وعودة الأسواق للعمل ومع توفر الوصول الآمن لهذه الأسواق انتقل برنامج الغذاء العالمي في عام 2017من مرحلة الطوارئ إلى مرحلة التعافي والانتعاش في طريقة تنفيذ برامجه التغذوية.
الوقاية من سوء التغذية الحاد،والنقص في المغذيات الدقيقة:
دعم البرنامج أطفال الأسر التي تتلقى الدعم الغذائي من برنامج المساعدات الغذائية العام حيث استفاد 290.000 طفل تتراوح أعمارهم بين 6 و23 شهراً من الزبدة الوقائية الغنية بالفيتامينات والمعادن خلال العام 2017 .
معالجة سوء التغذية الحاد:
يهدف هذا البرنامج لمعالجة سوء التغذية الحاد لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 59 شهراً والنساء الحوامل والمرضعات،حيث يقوم برنامج الأغذية العالمي بالشراكة مع المنظمات الأخرى وبالتنسيق الوثيق مع وزارة الصحة.
وبحلول نهاية عام 2017 وصل برنامج الأغذية العالمي إلى 24.000 طفل،كما عولجت 7.000 آلاف امرأة حامل ومرضع من سوء التغذية الحاد بإعداد الحمية الغذائية للنساء الحوامل والمرضعات من خلال التوعية ورفع المستوى المعرفي والسلوكي بالعادات الغذائية الصحية.
برنامج الدعم التغذوي للحوامل والمرضعات:
في الوقت الحالي، يتم تنفيذ البرنامج في محافظات حمص واللاذقية وريف دمشق وطرطوس بتوزيع قسائم شهرية لـ 21.000 امرأة حامل ومرضع في خلال عام 2017 ،ويطمح البرنامج للوصول إلى 65000 امرأة حامل ومرضع.
ولتوفير خدمات مميزة وشاملة للنساء الحوامل والمرضعات،أقام البرنامج شراكة مع منظمات أممية أخرى تُمكن الحوامل والمرضعات من الاستفادة من الخدمات المقدمة في عيادات الجمعيات الأهلية. وتشمل هذه الدورات جلسات الصحة الإنجابية، وتوفير مستلزمات النظافة،والإحالة للرعاية قبل الولادة وبعدها،والتطعيم وتنظيم الأسرة,وبعد الشروع الناجح في أنشطة محافظة حمص،تم توسيع البرنامج ليشمل محافظة اللاذقية.
سياسات التغذية والتوعية للتغذية:
بالإضافة إلي برامج التغذية السابقة فان برنامج الأغذية العالمي يشارك في عدد من برامج سياسات التغذية في البلد بما في ذلك قطاع التغذية المكون من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية, كما أن برنامج الأغذية العالمي عضو في اللجنة الوطنية لاضطرابات نقص اليود (IDD) ويقدم الدعم في إضافة اليود للملح في البلاد وتوسع انتشاره حيث استفاد 5.100.000 شخص من الملح الميودن بما يعادل 7,068.66طن. بالإضافة إلى دعم الحدث الوطني السنوي لليوم الوطني لعوز اليود.
ختاماً يتطلع البرنامج في عام 2018 إلى الاستمرار في تقديم المساعدات الغذائية للأسر الأشد احتياجا من الشعب السوري ويعاني ملايين السوريين من آثار الأزمة ، حيث يواجه 6.5 مليون منهم سوء الاكتفاء الغذائي وأربعة ملايين آخرين معرضين لخطر انعدام الاكتفاء الغذائي, إذ ساعد عمل البرنامج حتى الآن في التخفيف من آثار هذه الأزمة الإنسانية.