رئيس اتحاد الصحفيين :استثمارات جديدة للاتحاد وتفعيل القديمة وحل اشكالاتها ..

ما الذي عمل عليه وقدمه اتحاد الصحفيين السوري في الفترة الأخيرة ,ما هي مصادر تمويله, هل تلقى مطالبه آذاناً صاغية من الحكومة السورية , ما المتاعب التي تواجه هذا الاتحاد ,هل ما يقدم للصحفيين يتناسب مع جهودهم والخطورة التي يتعرضون لها أحيانا ًفي ظل الأزمة السورية, أسئلة كثيرة تخطر في ذهن الصحفي السوري الذي لا يقل جهده عن جهد الجندي في المعارك مقتحماً المخاطر والحروب لإيصال الحقيقة للناس. أخبار سورية والعالم التقت رئيس اتحاد الصحفيين السوري موسى عبد النور للتعرف على ما قدمه الاتحاد للصحفيين في الفترة الأخيرة.
عن المستجدات التي طرأت على الاتحاد بعد استلام المكتب التنفيذيالجديد للاتحاد قال موسى عبد النور “استطعنا أن نقوم في الفترة الماضية بالعديد من الخطوات أولها مراجعة مجمل الملفات الخاصة باتحاد الصحفيين على جميع الأصعدة سواء على الصعيد المهني أو التنظيمي أو الإداري أو حتى على صعيد استثمارات الاتحاد ووجدنا أننا بحاجة فعلاً لأن نكون في ورشة عمل حقيقة لتدارك السنوات الماضية سنوات الحرب التي أثرت بشكل أو بآخر على عمل الاتحاد بسبب الظروف العامة” وأضاف عبد النور ” خلال الفترة الماضية كان هناك تحرك واضح للعمل على مسألتين أولهما العمل على تحسين ظروف عمل الصحفيين من خلال حماية الصحفي والدفاع عنه في العديد من القضايا التي عرضت علينا وكانت محدودة, إلا أن هناك جزء أساسي يظهر من خلال ما قمنا به في فترة سابقة عندما أثير موضوع الفائض في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وتم التجاوب حينها مع طرح الاتحاد في هذا المجال من خلال تشكيل لجان حقيقة لتكون القرارات في مكانها ضمن ضوابط محددة” وقال عبد النور “المسألة الأخرى التي عملنا عليها هي تحسين الخدمات التي يقدمها الاتحاد للصحفيين ضمن الإمكانيات المتاحة له حيث تم رفع قيمة صرف الوصفات الطبية, كما عملنا على زيادة الراتب التقاعدي بحدود ألفي ليرة سورية وهذا كمرحلة أولى على أن يكون هناك مراحل أخرى ستكون ناتجة عن الاستثمارات التي يسعى الاتحاد لتأمينها في الفترة المقبلة “
وأشار موسى عبد النور إلى أن فهم الواقع العام للاتحاد كان جانباً أساسياً احتاج من المكتب التنفيذي إلى العمل الدؤوب وخاصة فيما يتعلق باستثمارات الاتحاد والعمل على تحديدها ,ومتابعة الإشكالات حول بعضها يضاف إلى ذلك إدخال استثمارات جديدة يمكن الانطلاق بها خلال الفترة القادمة وقال “عبد النور” إن السعي لتنظيم مهنة الصحافة بشكل أكبر كان من الأساسيات التي عملنا عليها باعتباره مطلباً أساسياً لكل الجهات التي تتعاطى مع الإعلام وليس فقط الاتحاد, ولعل أهم ما تم العمل عليه حسبما قال هو تحرك نشاط الاتحاد ليمتد على المستوى العربي والدولي, حيث شارك المكتب التنفيذي الجديد في اجتماع اتحاد الصحفيين العرب في بغداد خلال الشهر الأخير من عام 2017 وكانت المشاركة فعالة استطاع المكتب من خلالها التقدم بطلب استضافة اجتماع الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب بدمشق الذي سيتم خلال الفترة القادمة ربما بعد شهر رمضان المبارك, وفيما يتعلق بالتحرك على المستوى الدولي انتسب الاتحاد مؤخراً لتحاد الصحفيين الدولي بعضوية كاملة وهي خطوة هامة لتأكيد حضور الاتحاد دولياً وقطع الطريق على أية مجموعات صحفية أخرى حاولت الانتساب إلى الاتحاد بإسم سورية, وأشار “عبد النور” إلى أن هذه بعض العناوين العامة التي عمل عليها المكتب التنفيذي للاتحاد في الفترة الماضية لافتاً إلى محاولتهم كسب الزمن للانطلاق بمشاريع ونشاطات على المستوى الداخلي والخارجي.
وإجابة على سؤالنا حول ماهية القوانين والتشريعات التي صدرت من خلال الاتحاد حديثاً
لفت عبد النور إلى أنها ليست قوانين بقدر ماهي صلاحيات ضمن النظام الداخلي للاتحاد وقال “في هذا الإطار عملنا على إجراء تعديلات على النظام الداخلي وتحديداً المادة العاشرة بحيث تسمح للصحفيين العاملين في القطاع الخاص بكافة أنواعه بالانتساب للاتحاد ,وكذلك الأمر بالنسبة للعاملين بنظام الاستكتاب في القطاع العام, بالإضافة إلى أننا نحاول أن نساهم بفعالية من خلال تعديل القانون 108الخاص بالإعلام وبالفعل تم تشكيل لجنة من قبل وزارة الإعلام واتحاد الصحفيين ممثل في هذه اللجنة ونحاول أن نسهم بفعالية في اللجنة من أجل ضبط إيقاع العملية الإعلامية بشكل واضح ضمن آليات هذا القانون الذي يجب تعديله وإدخال بعض البنود عليه وخاصة بعد إلغاء المجلس الوطني للإعلام” ,وأضاف عبد النور “طرحنا أيضاً تعديل قانون اتحاد الصحفيين رقم 1 للعام 1990 لأنه لم يعد يواكب تطورات المرحلة الحالية التي تشهد انتشاراً واسعاً لوسائل الإعلام وتم تشكيل لجنة للمتابعة وسيتم إيجاد قانون يتلاءم مع متطلبات المرحلة الراهنة وينظم عمل المهنة بشكل أفضل”.
وعن عدد المنتسبين للاتحاد وتوقعات الزيادة بعد تعديل المادة العاشرة التي تسمح للعاملين في القطاع الإعلامي الخاص بالانتساب أجاب عبد النور المنتسبين للاتحاد مفندين في جداول ثلاثة أولها جدول الصحفيين المشاركين والذين يعملون في قطاعات أخرى ويسهمون بأعمال إعلامية في وسائل متعددة ويبلغ عددهم حوالي 600 مشارك, والجدول الثاني يتضمن الصحفيين بصفة أعضاء عاملين وعددهم حوالي 1400 عضو عامل, والجدول الثالث يضم الصحفيين المتمرنين والذين يبلغ عددهم حوالي 700 متمرن, كما أن هناك المتقاعدين الذين يبلغ عددهم حوالي 640 صحفي متقاعد لافتاً إلى أنه وبعد تعديل قانون الانتساب للاتحاد لوحظت زيادة لا بأس بها بعدد الراغبين بالانتساب متوقعاً زيادة أكبر في العدد بفترة قريبة.
الاستثمارات الحالية التي يقوم بها الاتحاد لرفد خزينته
أشار موسى عبد النور في حديث عن الاستثمارات الحالية الرافدة لخزينة الاتحاد إلى أن تأجير مبنى الاتحاد الذي تم شراؤه خلال الفترة الماضية لهيئة الموارد المائية يشكل رافداً أساسياً لصناديق الاتحاد بالإضافة إلى نادي الصحفيين في منطقة العفيف, ويضاف إلى ذلك جريدة الساعي الإعلانية التابعة للاتحاد والمفعلة في محافظتي حلب وحمص والتي يعمل الاتحاد على تفعليها في دمشق وباقي المحافظات السورية, وقال عبد النور” فيما يتعلق بالاستثمارات القادمة التي يتم العمل عليها أمامنا مشروع بناء مبنى كامل للاتحاد يتضمن صالات متعددة الاستخدامات يعود ريع تأجيرها لخزينة الاتحاد في محافظة حماه ونعمل على إنهاء الإجراءات الإدارية والقانونية, وبالنسبة للمواقع الأخرى قال “عبد النور” يمكن أن يكون للاتحاد تعاون مع بعض المستثمرين في الجهات العامة أو الخاصة, مثل أرض الاتحاد في محافظة اللاذقية التي يمكن العمل عليها مع أحد القطاعات, مضيفاً” نحاول توسيع رقعة الأملاك والاستثمارات وشراء بعض العقارات في محافظات أخرى مثل القنيطرة والسويداء وغيرها من المحافظات السورية.
استثمارات الاتحاد المتوقفة بسبب بعض الإشكاليات إلى أين:
وفي التطرق إلى استثمارات الاتحاد المتوقفة بسبب بعض الإشكاليات وماذا عمل المكتب التنفيذي لحلها قال عبد النور” كان للاتحاد بعض الاستثمارات قيد العمل والتي كانت تشكل رافداً أساسياً لصناديق الاتحاد منها فندق الحسكة الذي تعرض للتخريب من الداخل, بالإضافة لقضيته مع البنك العقاري حيث تم إنشاؤه عن طريق قرض وانتهى أجل القرض ولم يتم استيفاء البنك كافة مستحقاته ,ونحاول حالياً متابعة هذا الموضوع كون الفندق حالياً خارج الخدمة نتيجة ما تعرض له بفعل المجموعات الإرهابية المسلحة ,والأمر ذاته ينطبق على استثمار الاتحاد في خان العسل التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة ,على أمل أن يعود قريباً للاتحاد لحل القضايا المتعلقة به.
وعود رئاسة مجلس الوزراء لاتحاد الصحفيين في اجتماعهم الأخير:
من خلال مناقشة ما وعدت به رئاسة مجلس الوزراء في اجتماعها مع الاتحاد 7/12/2017 من وعود وقضايا لحلها وصف عبد النور الاجتماع بالمهم والمثمر وقال نتابع تلك الوعود والقضايا التي وجه رئيس الحكومة بها إدارياً ,مشيراً إلى أن بعض القضايا التي تم طرحها في الاجتماع حسمت مباشرة مثل الموافقة على تمويل استضافة اجتماعات الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب بدمشق, كما قدم المجلس معونة لاتحاد الصحفيين وهي عبارة عن تخصيص الاتحاد بقطعة أرض في محافظة حمص بالقرب من قطينة ,وأردف عبد النور “أحد الوعود التي قطعها رئيس الحكومة علينا هي أن يكون لرئيس الحكومة لقاء مع الإعلاميين حول وسائل التواصل الاجتماعي لبحث ,دورها, ومهامها ,وظيفتها ,لافتاً إلى أن المراسلات حول هذا الأمر قد تمت وتم تأجيلها بسبب مشاغل للحكومة واعدين بتلبية هذا المطلب خلال الفترة القريبة القادمة ,وقال عبد النور من الوعود أيضاً تشكيل منتدى إعلامي مع بعض الوزراء تحت مسمى الحكومة والمعلومة لبحث كيفية تعامل الحكومة مع المعلومة التي هي حق للصحفي والمواطن وبحث معاناة الصحفيين ووجهة نظر الحكومة, ومن الوعود أيضاً كانت التعويض الصحفي حيث قال عبد النور أن رئيس الحكومة وجه الجهات المعنية لدراسة الأمر لكن الرد كان بالتريث فيما يتعلق برفع الطبيعة الخاصة للأعمال من 6.5% إلى 8%,إضافة إلى أن قانون الإعلام ينص على أن العمل الإعلامي هو من الأعمال الفكرية وتعويض العمل الفكري هو 5% ليصبح التعويض كاملاً هو 13% وأضاف عبد النور “من خلال المتابعة سألنا لماذا التريث المبلغ لن يكون كبيراً بالنسبة للحكومة” فكان جواب الحكومة” أن الأمر لا يرتبط بالإعلاميين فقط فهناك العديد من المنظمات التي تطالب بتعويض العمل وهذا الأمر له انعكاس مالي كبير على الحكومة” وعلى هذا طلبت الحكومة من الاتحاد التريث في هذا الأمر ,وأضاف عبد النور فيما يتعلق بالإعلان طلبنا الحصول على 2% نسبة من المؤسسة العربية للإعلان عن القطاع العام والخاص وليس الخاص فقط لرفد صندوق التقاعد ورفع الراتب التقاعدي للمنتسبين ويبدو أن هذا الأمر يشكل أيضاً أعباء مالية على الحكومة وهذا ماردت به الحكومة, مضيفاً “الأمر بحاجة لحوار ومتابعة للوصول إليه لأن هذا الأمر متعلق فقط بالجانب الإعلامي ولا يرتبط بأية منظمة أخرى قد تطالب بهذا الأمر ولن يشكل عبئاً مالياً وخاصة بأنه لن يتم أخذه من الموازنة العامة للحكومة وإنما من موازنات المؤسسات العامة, وأشار عبد النور إلى أنه في الإطار العام الحوار مفتوح بينهم وبين الحكومة وخاصة في ظل تعاون وزارتي الإعلام ووزارة الدولة لشؤون المنظمات المحلية.
ختاماً توجه رئيس اتحاد الصحفيين السوري موسى عبد النور بالشكر للإعلاميين الذين يخوضون معركة حقيقة في ظل ما تتعرض له سورية التي تتعرض لحرب ممنهجة جزء أساسي منها هو الحرب الإعلامية ,مشيراً إلى الدور الكبير للإعلاميين في التصدي لهذه الحرب الإعلامية سواء من خلال فضح الفبركة والتضليل الإعلامي أو من خلال منح الزخم المعنوي للسوريين جيشاً وشعباً ,إضافة إلى دورهم الكبير في الالتصاق بهموم ومشاكل الناس ,لافتاً إلى أن الإعلام السوري يجب أن يخطو قدماً بحيث لا يكتفي بموقف الدفاع عن الوطن ليأخذ دور الهجوم في بعض الأحيان عندما يتطلب الأمر ذلك في ظل التحديات الكبيرة التي تتعرض لها سورية.