أخبار مهمةمنوعات

سورية تقترب من إعلان الحسم السياسي ..السقوط السياسي لمعارضة الرياض


سورية تقترب من إعلان الحسم السياسي ..السقوط السياسي لمعارضة الرياض
image_101850_ar

سورية تقترب من إعلان الحسم السياسي ..السقوط السياسي لمعارضة الرياض

 ميشيل كلاغاصي

يقترب العالم يوما ً بعد يوم من الإعتراف بسقوط الحل السياسي في سورية , و الذي حظى بمجاملة كل الأطراف , فالحرب مستمرة بناءا ً على رغبة الولايات المتحدة الأمريكية و التي أعلنتها يوما ً حربا ً طويلة قد تمتد لعقود , فيما يتمنى بعض الأوروبيين والأتراك والسعودية و قطر وكثيرون أن تستمر لعدم نجاحهم في تحقيق أيا ً من أهدافهم ومطامعهم على الرغم من حجم تاّمرهم و انخراطهم في العدوان على سورية عبر تمويل و تسليح و فتح الحدود لعبور الإرهابيين و كافة آلات الموت إلى الداخل السوري.

لقد اتبعت الإدارة الأمريكية اّلية تعدد رؤوس الإرهاب و تنوع أشكاله و أحجامه وعائديته و مشغليه المباشرين , وشاركت مع الدولة الروسية و ما يسمى “المجتمع الدولي” بطرح خط وخطة ٍ سياسية لتكون أساس للحل السياسي في سورية , وسلكت الطريقين السياسي والعسكري معا ً, فكان أن أنتجت نسخا ً “سياسية” معارضة لم تستحوذ على تمثيل السوريين أو جزءا ً وازنا ً منهم , و لم تَصلح لإعتبارها طرفا ً و ندا ً للحكومة السورية بعد أكثر من خمس سنوات من البحث المضني في أدراج الفانتازيا , خاصة ً اليوم و بعد نجاح الدولة السورية في الإستحقاق البرلماني , الذي أضاف إلى شرعيتها شرعية جديدة , و لقوة تمثيلها قوة جديدة .. وكانت كافية للحفاظ على سراب ووهم ” شرعية و قوة” تمثيل المعارضة في الهواء, و التي اكتفت بحمل أسماء ٍ و صفات سياسية شكلية ألبستها لقتلة وإرهابيين اعتنقوا خيانة الوطن و تطرفوا في طاعة الشيطان والمشغل الرئيس , و جعلوا من هياكلهم السياسية الوهمية متاريس يختبئ ورائها أصحاب المشروع الصهيو- أمريكي بأذرعه و أدواته الأوروبية و الإقليمية و”العربية”.

لقد أضفت الحرب على سورية – حتى الاّن – و قدمت للعالم معنى ً إضافيا ً و مغايرا ً لإنهاء الحروب على طاولات الحلول العادلة أو عبرالتفاوض أو توقيع صكوك الإستسلام.. عبر اعتماد نتائج لا تعترف بحصاد الميدان و حصلية المعارك , إذ تتمترس الولايات المتحدة و فريق عدوانها و معارضاتها على إعتماد التوافقات الدولية التي أنتجتها نسخها عبر جولات و لقاءات مجمل العملية السياسية بدءا ً من مؤتمر جنيف1 و 2 و كل ما تلاها من لقاءات موسكو1 و2 و فيننا 1و 2 و ميونخ و جهود كافة أشكال مجموعات الدعم التي تم إنشاؤها لدعم الحل السياسي , وجهود المبعوث الأممي الخاص و أوراقه الغامضة , والتي بلورت تفاهماتها و توازناتها و مصالحها في سلسلة قرارات أممية , اعتمدت بشكل رئيسي على بنود و عبارات مزدوجة المعنى و التفسير , سمحت لكل الأطراف بالسير وراء فهمه و تفسيره الخاص .. ولم تكن واضحة ً بما يكفي لتجنب الفشل و ضمان نجاح العملية السياسية ووضع نقاط الحل السياسي على حروفه, الأمر الذي عكس تذبذب النوايا, و عدم منح الحل السياسي فرصته المعلنة في إنهاء الحرب.

إن تمسك ” وفد الرياض” المتعمّد والمقصود ببند تشكيل هيئة حكم انتقالي, والذي ورد في بنود جنيف1 بغير معنى و غير قصد , و قفزهم على سلسلة التوافقات الدولية والقرارات الأممية , و لجوئهم لتفسيرهم الخاص لمعنى “الإنتقال السياسي”, بعكس ما ذهبت إليه التوافقات و القرارات الدولية خاصة ً القرار 2254 و2268 .. جعلهم في موقف ضعيف دفعهم للإنسحاب من المحادثات عبر مسميات تعليق مؤقت أو تأجيل لأمد غير مسمى , و من بوابة التذرع بالحالة الإنسانية و إدخال المساعدات و الإفراج عن الإرهابيين المعتقلين , و إعلانهم سقوط و نهاية الهدنة , التي أتت بتوافق و قرار ٍ روسي – أمريكي , وسط دعوات بعض ” سياسييهم ” القادة الميدانيين للإرهاب على الأرض بالعودة لقصف المدن و المدنيين و الضرب فوق الأعناق على حد تعبير كبير مفاوضييهم أو كبير إرهابييهم المدعو محمد علوش و سمه ما شئت.

لقد اّثر المدعو رياض حجاب في مؤتمر ٍ صحفي بإرتباك شديد وتلعثم واضح خانته فيها العبارات ما بين تأجيل أو تعليق أن يعلن رفض وفده متابعة المحادثات في الأمم المتحدة في إشارة لمتابعتها في الفنادق , و لم يلبث أن غادر غالبية الوفد جنيف و استُبقي على قلة من أعضائه.
لم يستوعب وفد الرياض أنه بالكاد يعتبر أحد المعارضات, و لا يمكنه مصادرة موقف المعارضات الأخرى, و يعتقدون أن الدولة السورية حملت السلطة و مصير سورية و السوريين إلى جنيف.. و ستقدمها لهم مغلفة بورق السيلوفان؟ يبدو أنهم لا يعلمون حجمهم الفعلي , وعليهم مراجعة التفاهمات الروسية – الأمريكية و التي تستند إلى حقائق الميدان , والملفات والمصالح الكبرى لهما و التي لا تعير العصابات الإرهابية أي أهمية تُذكر , و يمكنها أن تستبدلها في أية لحظة.

إن إنسحاب وفد الرياض لن يمنع دمشق من استكمال المحادثات مع باقي المعارضات , في خطوة تعكس رأيها في شخصيات و طروحات وأفعال ما تسمى بمعارضة الرياض أو معارضي اّل سعود السوريين .

إن تخوّف الإدارة الأمريكية و من معها من استمرار تقدم الجيش العربي السوري و إصراره و نجاحه الكبير في تحرير و استرجاع الكثير من الأراضي السورية و دحر الإرهابيين منها , رفع منسوب مخاوفها لما يسمى معركة حلب والتي استعدت لها الدولة السورية جيدا ً , والتي تعتبر من أهم أسباب الصداع الأمريكي والإسرائيلي والتركي و السعودي , ونعتقد أنهم لن يستطيعوا وقف أو منع الجيش السوري من خوضها , فقوة الدبلوماسية السورية لم تربكها رعونة و محاولة معارضة الرياض إفشال مسار المحادثات السياسية في جنيف , ولن تنفع جعجعات و استفزازات رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بالحديث عن الضم النهائي للجولان السوري المحتل.. و لا وقاحات النظامان الأردوغاني والسعودي تحت عنوان التمرد الكبير في وجه أوباما و “عقيدته ” السياسية المضحكة.. أو عبر أفخاخ ورقة المبعوث الأممي و التي اختفت منها عبارة “علمانية الدولة السورية” وُطرح فيها بند إعادة هيكلية الجيش العربي السوري.. يعرف السوريون خطورة ما تتعرض له بلادهم , و يعرفون أن خلاصهم يكمن في إنتصارهم العسكري , و ثقتهم بالرئيس بشار الأسد كقائد شجاع , قوي , حكيم لحرب لا تشبه غيرها من الحروب عبر التاريخ.

كان لا بد لمعسكر العدوان على سورية بالقيادة الأمريكية أن يُسقط الهدنة , على الرغم من استغلالها بالتسليح النوعي و بالصواريخ الصينية المضادة للدروع و الطائرات المحمولة على الكتف وبالأسلحة الثقيلة و الدبابات , بعدما فاجئتهم التحركات السورية.. إن استكمال سيطرة الجيش السوري على مخيم حندرات واقترابه من السيطرة التامة على طريق الكاستيلو وما يعنيه من أهمية ٍ لإكمال الطوق حول حلب و قطع طرق إمداد المجموعات الإرهابية في مساحة كبيرة من ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي..وسط الحديث عن وضع قرار إنطلاق المعارك العسكرية في جبهة حلب بعهدة القادة الميدانيين.

لن تستمر عمليات الكرّ و الفرّ في أروقة الأمم المتحدة للأبد , و لا بد أنها ستتخذ شكلا ً اّخر عندما تختار دمشق بعناية فائقة موعدها الدقيق في الإعلان عن الحسم السياسي بالتوازي مع استمرار الحسم العسكري , خلال الشهرين القادمين , و سيضرب شهر رمضان القادم موعدا ً سوريا ً كبيرا ً مع المفاجئات السارّة لناحية النصر السوري الكبير.

المهندس : ميشيل كلاغاصي
19\4\2016


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق