قصيدة “نازحٌ في مكاني” لـ نبيل القانص

شارك “نبيل القانص” مراسل التلفزيون السوري في اليمن قصيدة بعنوان “نازحٌ في مكاني” وذلك في كتاب شعراء على منصات النفير”.
النص الشعري
نازحٌ في مكاني
……………………………………………
نازحٌ في مكاني
تهدَّم ليلُ المُحاصَرِ فوقَ الحكايةِ
رتَّبتُ في داخلي المفرداتِ التي بعثَرَتها الحروبُ
لتبقى تعابيرُ وجهي عليه…
وقَفْتُ..
و كان وقوفي كفاصلةٍ بين سطرٍ و دهر
و قلتُ لنفسي :
أخيراً ولدتُ
و أخرجتُ رأسي من الموتِ كالوعدِ
أكثرَ مما توقَّعتُ
أكثرَ مما حَكَتْ زهرةُ البُنِّ للفجرِ
عن سببٍ لعبورِ المشاهدِ
عن سببٍ للبقاء ِ على جنتينِ
و عن هدهدٍ ..
سوفَ يحمِلُ أخبارَنا من جديد.
***
كان لي منزلٌ ….
هكذا قالَ صمتُ الحُطامِ
فقاطعهُ الحائطُ المتبقي .. بظلٍ
بسورةِ يس
بالذكرياتِ
بسبحةِ جدي
بصورتنا العائليةِ …
كلُّ الدلالاتِ تهذي
و تمحو الغيابَ بلطفٍ
و كلُّ الملامح أكبرُ من حجمها …
لمْ يعدْ للمكانِ سوى قَدَري
لم يُغيّرهُ شيءٌ ..
يفكِّرُ في كلِّ مَنْ غابَ عنهُ
و يُشعِلُ شمعَتَهُم
كلَّ عيد.
***
يا مرايا الوجودِ
يُزاحِمُني الزيفُ فوقَ الخريطةِ
فوقَ التصوُّرِ
لكنني نازحٌ في مكاني
نجوتُ من القصفِ
كي أستعيدَ لحُلمِ السنابلِ أنفاسَهُ
و لكي أحملَ البُندُقيَّةَ و الإنتماء
و أمضي إلى ما وراءِ الزمانِ
يُظَلِّلُني شَغَفي
و النشيد.