أخبار مهمةسورية

ترامب على خطى بلفور


ترامب على خطى بلفور

قرار الرئيس الأمريكي ترامب بالإعتراف بالسيادة الصهيونية على الجولان المحتل هو استمرارية لسياسات الإستعمار القديمة و الحديثة ويقوم على منح من لايملك لمن لايستحق وأيضاً هو تكريس لمبدأ حق القوة وإستبعاد قوة الحق .

هكذا كان وعد بلفور وهكذا قرار الإعتراف بالقدس عاصمةً للكيان الغاصب وضم الجولان ولكن ماذا في خلفيات هذا القرار؟

تزامنت تغريدة ترامب مع وجود وزير خارجيته بومبيو في مقر السفارة الأمريكية الجديدة في القدس .و جرى توقيع الإعتراف بمرسوم رئاسي و بوجود نتنياهو وبحفلٍ إستعراضي أي التصميم الأمريكي على فعل كل ما يرضي نتنياهو واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة .

والتأكيد على إتفاق أركان الإدارة الإمريكية على هذا القرار .

 وهذا يعني إسقاط القانون الدولي و التصميم على بقاء الولايات المتحدة الدولة المارقة و أزعر المجتمع الدولي .

القرار أتى بعد القمة العسكرية الثلاثية في دمشق والتي توجت بزيارة وزير الدفاع الروسي في اليوم التالي أي أنه رسالة تحدٍ مضاد لهذا التحالف الناشئ .القرار هو محاولة للإلتفاف على مجموعة حقائق ثابته و هي الجولان أرض سورية وهذه ثوابت التاريخ والجغرافيا والقانون الدولي .

الكيان الصهيوني يحتل هذه الأرض بالقوة ويحاول ويحاول شرعنة ذلك الإحتلال بقوة الأمريكي وغطرسته بعد أن فشل في إخضاع أهل الجولان أو إسقاط قرارات مجلس الأمن المتعلقة به .

أما في النتائج فقرار ترامب ليس له أي أثرً قانوني ولا يلزم أحداً الإعتراف به وحجم الإعتراض و الإدانة الدولية لهذا الإجراء رغم إختلاف الدوافع آلا أنه مؤشر لحجم التململ الدولي والإحراج من غطرسة القوة التي تمارسها الولايات المتحدة على الساحة الدولية والعبث بالقانون والعلاقات الدولية ما قد يؤدي إلى نتائج وخيمة لاتستطيع تلك الدول إحتمال أو إحتواء تداعياتها. ولن يغير هذا القرار من إنتماء الصامدين في الجولان لوطنهم ودفاعهم عنه و عندما يحين وقت التحرير لن تذهب الدولة السورية للبحث في فهارس التغريدات التوترية أو أروقة أرشفات الدول عمن أصدر قوانيناً لتبرير السرقة ولن تمنعها تلك القرارات من التحرير بالقوة إن هذه القرارت سوف تزيد القناعة لدى أهل الحقوق المغتصبة والمصممين على استعادة حقوقهم بأن الكيان الصهيوني غدةً سرطانية يجب معالجتها بالإستئصال ولاينفع أي علاج أخر .

وهو أيضاً إثبات جديد بأن الولايات المتحدة لا ترى من القانون الدولي سوى مايخدم مصالحها ومصالح الكيان الصهيوني وما عدا ذلك فهو كلام فراغ ولايستحق حتى القراءة .

ومن المنظمات الدولية سوى ماينفذ سياساتها وكل ماعدا ذلك حمولةً زائدة يجب التخلص منها .

وفي النتيجة فإذا كان الكيان الصهيوني وخلال إثنين وخمسين عاماً من الإحتلال للجولان لم ينجح في جعل أهله الصامدين يقبلون حمل هوية الإحتلال .

فهل ستنجح تغريدةٌ حمقاء أو مرسومٌ ترامبي أجرد بتغيير صلابة صخور الجولان أو إركاع ذرى جبل الشيخ المخترقة عباب السماء .

بقلم العميد هيثم حسون

جولان تايمز – سهاد الأعور


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق