أخبار مهمةسورية

مطران حلب للميادين نت: أهلاً بالشهادة في سبيل الحقيقة والوطن


عبد الله ذبيان – طرطوس

مواكبة ميدانية قام بها الميادين نت لزيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى الساحل السوري لرسامة المطران الجديد لأبرشية حلب جوزيف طوبجي وسط حضور حاشد ولافت من كافة المناطق السورية ومن لبنان.
الساحل السوري عرف احتفالية حقيقة بمناسبة زيارة الكاردينال الراعي
الساحل السوري عرف احتفالية حقيقة بمناسبة زيارة الكاردينال الراعي
يقف الصبي الكشفي إلى جانب رفيقه، شبلان في “الكشاف الماروني” في مدينة طرطوس الساحلية السورية، جذلان بسبب ما يدور حوله، تماماً كما مجموعة الصبايا في النادي الرسولي الماروني، فاليوم عند الجميع…. عيد!
الحضور يرفل بأثواب قشيبة…كما هي طرقات وشوارع المدينة التي ازدانت باللافتات والزينة…حتى الفنادق الكثيرة المنتشرة على البحر نفضت عنها غبار سنوات الأزمة الخمس في سوريا، و”استنفرت” طواقمها لاستقبال الآتين من لبنان وكل أرجاء سوريا لاستقبال الكاردينال الماروني مار بشارة بطرس الراعي وذلك لترسيم الأب جوزيف طوبجي مطراناً على أبرشية حلب المارونية.
الأمن في المدينة على أهبة الاستعداد منذ أيام، الطرقات تعجّ بالناس، رائحة شواء السمك الذي تشتهر به المدينة تدغدغ الأنوف، حتى جزيرة “أرواد” المقابلة للمدينة عرفت ناساً غير اعتياديين هجروا مراكبها – التاكسي وبرحوا شواطئها الطويلة. الحدث جلل، الجميع يشدّ الرحال، إلى مطرانية البشارة المارونية في طرطوس، كباراً وصغاراً، شيوخاً وأطفالاً، حتى المرضى غادروا أسرّتهم الدافئة رغم “قرصة البرد”.

طرطوس ملتقى الرعية

تطويب طوبجي  مطراناً على حلب يحمل أهمية كبيرة في هذا الوقت بالذات
تطويب طوبجي مطراناً على حلب يحمل أهمية كبيرة في هذا الوقت بالذات
اليوم تجتمع “الرعية” المارونية، لا بل العائلة المسيحية في طرطوس، أصدقاء وعائلات فرّقتهم الأزمة وباعدتهم الحرب، عناق ودموع، وحلب في بال الجميع، خاصة وأن عدم ملاءمة الوضع الأمني فيها، نقل مكان التطويب إلى مدينة طرطوس.
سلاسل بشرية من السوريين الذين أتوا من كافة المشارب السورية، امتدت على طول الطريق من الحدود اللبنانية حتى مدينة طرطوس (35كلم)، وسط أهازيج بقدوم الراعي…. ونثر النساء للزهور والأرز.
“أهلاً وسهلين بيك … يانور العين”! تصدح حناجر الحضور مع زغاريد النسوة، فتمتزج مع ترانيم جوقة كنيسة سيدة البشارة المارونية وموسيقى الكشاف الماروني، دخول الكاردينال الراعي إلى قاعة الكنيسة كان بالنسبة إلى البعض دخولاً لـ”فاتح”.

الراعي: البطولة المشرّفة هي نبذ العنف

الراعي:  نعبّر عن التضامن مع الشعب السوري وكل شعوب المنطقة التي تعاني أوقاتاً عصيبة وحرباً
الراعي: نعبّر عن التضامن مع الشعب السوري وكل شعوب المنطقة التي تعاني أوقاتاً عصيبة وحرباً
الكاردينال الراعي وخلال زيارته الأولى إلى الساحل السوري حثَّ السوريين على “الصمود بالإيمان والرحمة والحفاظ على تضامنهم وتشبّثهم بأرضهم وتاريخهم وحضارتهم في وجه الظلم والتعدي”.
وعبّر بعد لقاءات مؤثّرة مع السوريين، عن التضامن مع الشعب السوري وكل شعوب المنطقة التي تعاني أوقاتاً عصيبة وحرباً، مشدداً على “أهمية الحوار كوسيلة إلى الحل ومنع أعداء الخير والسلام من تحقيق مآربهم”. وحول المطرانين المخطوفين في سوريا منذ نيسان/ ابريل 2013 المطران يوحنا ابراهيم، رئيس طائفة السريان الأرثوذكس في حلب وتوابعها، والمطران بولس يازجي، رئيس طائفة الروم الأرثوذكس في حلب وتوابعها قال “اكتملت بهجتنا بحضور أخي صاحب الغبطة يوحنا العاشر، وقد سبقنا أكثر من مرة إلى هذه المنطقة ليعزّي ويشجّع شعبنا المجروح هنا، وهو الذي حمل منذ بداية حبريته جرح اختطاف شقيقه المطران بولس، ونحن نصلّي باستمرار لتحريره مع المطران يوحنا”.

المطران طوبجي: الشعب السوري بعيد عن التطرّف في نسيجه

مطران حلب جوزيف طوبجي خلال الحديث مع الميادين نت
مطران حلب جوزيف طوبجي خلال الحديث مع الميادين نت
أمّا مطران حلب الجديد جوزيف طوبجي فقال للميادين نت “نشكر الله أن هذا الحدث جرى في هذه الظروف، ولكننا فعلاً وجدنا الناس وقد أتت من كل سوريا ولبنان، وهذا أعطانا شعوراً أن هناك طمأنينة خاصة أن الأهالي اصطفوا من الحدود اللبنانية إلى مدينة طرطوس (حوالى 30 كلم) لرش الأرّز والورد، وهم كانوا من جميع الطوائف، فضلاً عن أن المواكبة الأمنية من قِبَل السلطات المختصّة كانت ممتازة ، وهذا يدل على أن كل شيء في هذا البلد يسير نحو الخير”.وأكد مطران حلب أن الشعب السوري “بعيد عن التطرف في نسيجه، لذا فهو يرفض الفتنة، وأنا أرجو من الإعلام ان يقول الحقيقة فقط، وما يجري في سوريا، كما قال قداسة البابا فرنسيس هي حرب عالمية بالتقسيط وتجارة أسلحة، لذلك على الإعلام أن يوضح هذا الشيء ولا يُشعل نار الفتنة أكثر خاصة وأن قول نصف الحقيقة هو كذب”.وحول نزوح السوريين من وطنهم ومن بينهم المسيحيون طبعاً يدعوهم المطران “للتضحية من أجل “أمهم” سوريا، وأن يعودوا إليها ولو كانوا مرتاحين في الخارج (تقول احصائيات غير رسمية أن 65%من مسيحيي سوريا تركوها) ونحن لا نضغط على أحد بذلك، لكني من منطلق إيماني كمسيحي أحترم موضوع الشهادة وهي ليست بالضرورة عبر الدم، لكنها إن وصلت إلى الدم فأهلاً بها في سبيل الحقيقة والوطن، لإننا نعتبر أن المسيح هو الطريق والحق والحياة”.

باسل قس نصرالله: الحدث يرمز إلى الحفاظ على تراث الآباء والأجداد

مستشار المفتي:  حدث الرسامة  أتى ليعطي للعالم معنى تشبّث السوري بأرضه
مستشار المفتي: حدث الرسامة أتى ليعطي للعالم معنى تشبّث السوري بأرضه
وحول نزوح السوريين من وطنهم ومن بينهم المسيحيون، طبعاً فدعاهم المطران طوبجي “للتضحية من أجل “أمهم” سوريا، وأن يعودوا إليها ولو كانوا مرتاحين في الخارج (تقول احصائيات غير رسمية أن 65%من مسيحيي سوريا تركوها) ونحن لا نضغط على أحد بذلك، لكني من منطلق إيماني كمسيحي أحترم موضوع الشهادة وهي ليست بالضرورة عبر الدم، لكنها إن وصلت إلى الدم فأهلاً بها في سبيل الحقيقة والوطن، لإننا نعتبر أن المسيح هو الطريق والحق والحياة”.
بدوره، اعتبر مستشار مفتي الجمهورية السورية المهندس باسل قس نصرالله (المستشار المسيحي الوحيد لمفتي في العالم) الذي مثلّه في الحفل “أن حدث الرسامة في هذا الوقت الذي تعاني فيه سوريا من نزفٍ كبير في زهور حديقتها الوطنية ، ليُعطي للعالم معنى تشبّث المواطن بأرضه وحفاظه على تراث آبائه وأجداده، وهو أسمى معاني الولاء والوفاء للوطن، ورسالة مقدّسة للدفاع عنه”.

وتمنى قس نصرالله للمطران الجديد التوفيق وهو يستلم “رسالة العمل الصالح لمدينة حلب، آملاً أن تكون العلاقة وأواصر العمل الصالح متينة صادقة بين مؤسسة الإفتاء في سوريا والصرح البطريركي في أنحاء العالم، ليبقى الإيمان والحبّ مظللاً”.

المصدر: الميادين نت


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق