الاجتماع التحضيري لرفع الحصار عن سورية يؤكد ضرورة الحراك الشعبي لإسقاط الاجراءات القسرية ضدها

انطلاقا من الواجب القومي والشعور بالمسؤولية الانسانية انعقد في بيروت في الاول من حزيران 2019، وبمبادرة من المؤتمر القومي العربي والمركز العربي الدولي للتواصل والتضامن اجتماع تحضيري لاطلاق حملة شعبية عربية وعالمية لرفع الحصار عن سورية والغاء العقوبات الاحادية بحق شعبها، بحضور 102 شخصية سياسية وحزبية ونقابية وثقافية واعلامية عربية من معظم الاقطار العربية يمثلون 60 هيئة شعبية عربية عابرة للاقطار من مؤتمرات واتحادات ومؤسسات ومنظمات.
وبعد ان استعرض المجتمعون ورقتي العمل المقدمتين الى الاجتماع والتي اعدّ إحداها الامين السابق للمؤتمر القومي العربي، نائب المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن الدكتور زياد حافظ، وأعدّ الثانية الدكتور خلف المفتاح مدير عام مؤسسة القدس الدولية في سورية، صدر عن الاجتماع البيان التالي:
يأتي الحصار الاقتصادي على سورية قلب العروبة النابض، ليستكمل الحروب العسكرية والامنية والسياسية والاعلامية التي تعرضت لها سورية، المجتمع والدولة، الشعب والجيش، البنى التحتية والموارد الاقتصادية في محاولة لضرب هذا البلد العربي الأبي دوراً وموقفاً وموقعاً في صراع الأمة مع اعدائها الطامعين في الهيمنة عليها وإملاء سياساتهم على شعبها ودولتها…
كما يأتي هذا الحصار في إطار سياسة استعمارية صهيونية تسعى لاحكام الحصار على كل شعب يأبى الرضوخ للهيمنة الاستعمارية بدءاً من كوريا الشمالية في أوائل الخمسينات من القرن الماضي وصولاً الى كوبا وايران وفنزويلا، ناهيك عن الحصار الجائر الذي تعرّضت له مصر في خمسينات وستينات القرن الماضي فالعراق في آواخر القرن نفسه، وليبيا والجزائر ولبنان واليمن، الى فلسطين، وقطاع غزة بالتحديد، منذ العقد الأول من القرن الحالي…
وكما تحملت القوى الشعبية العربية واحرار العالم مسؤولياتها في التصدي لهذا الحصار بكل أشكاله، تشعر اليوم أيضاً بضرورة تحمل مسؤولياتها تجاه الشعب العربي السوري في مواجهة الحصار الاقتصادي المفروض عليه في إطار مواجهة المؤامرة الكونية التي يتعرض لها منذ أكثر من 8 سنوات… مدركة انه اذا كانت المقاومة بكل اساليبها هي الرد الأفعل على الاحتلال ومحاولات الهيمنة، فإن حراكاً شعبياً عربياً ودولياً متضامناً مع سورية هو السبيل الأنجع لاسقاط هذا الحصار ومفاعيله وتداعياته ايضاً…
وفي هذا الاطار تدارس المجتمعون في بيروت من رؤساء وقادة وممثلي الهيئات الشعبية العربية جملة مقترحات وآليات ودعوا الى اعتمادها داخل الوطن العربي وعلى المستوى الدولي بعد أن أقروا ضرورة العمل على جهات ثلاث:
أولا : الجهة القانونية.
ثانياً : الجهة السياسية.
ثالثاً : الجهة الثقافية والاعلامية ( معركة الوعي).
وأكدوا أن العمل على هذه الجبهات يتطلب:
1. . تشكيل لجنة متابعة لكسر الحصار وإلغاء العقوبات تنبثق عن الاجتماع وتضم ممثلين لمؤتمرات واتحادات ومؤسسات شعبية عربية عابرة للأقطار.
2. تشكيل لجان قطرية من أعضاء هذه المؤتمرات والاتحادات والمؤسسات ومن فعاليات محلية لإطلاق حملات شعبية في الأقطار لكسر الحصار وإلغاء العقوبات المفروضة على سورية (ندوات، اعتصامات، مسيرات، تحركات إعلامية وسائل التواصل الاجتماعي).
3. تشكيل وفود شعبية عربية ودولية لزيارات تضامنية إلى سورية على أن تتحمل هذه الوفود تكاليف زياراتها.
4. تشكيل وفود لزيارة مسؤولين عرب وأجانب معنيين بالحصار وإعداد مذكرات وعرائض للحكومات العربية والإسلامية وللمنظمات الإقليمية لإلغاء قراراتها الجائرة بتعليق عضوية الجمهورية العربية السورية في هذه المنظمات التي كانت سورية من الدول المؤسسة لها، كما لإلغاء كافة العقوبات الجائرة التي تؤذي المواطن السوري أولاً وأخيراً.
5. الإعداد لمنتدى عربي دولي لكسر الحصار وإلغاء العقوبات المفروضة على سورية يهدف إلى إطلاق حالة شعبية عربية وإقليمية وعالمية لتحقيق هذا الهدف.
6. دعوة اتحاد المحامين العرب إلى التواصل مع الاتحاد الدولي للمحامين من أجل تشكيل لجنة قانونية عربية ودولية تبحث إمكانية المقاضاة القانونية للدول المشاركة في الحصار لانتهاكاتها ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
7. دعوة المنظمة العربية لحقوق الإنسان وهيئات حقوق الإنسان العربية والإقليمية والعالمية لإطلاق تحرك واسع يرمي إلى كسر الحصار وإلغاء العقوبات لانتهاكها الواضح للشرعة العالمية لحقوق الإنسان وكل القرارات والمواثيق ذات الصلة.
8. دعوة أجهزة الإعلام العربية والإقليمية والدولية إلى المشاركة عبر نشر تحقيقات ومقالات ومقابلات في حملة كسر الحصار وإلغاء العقوبات على سورية.
9. دعوة مراكز الأبحاث والدراسات العربية والإقليمية والدولية إلى دراسة الآثار الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية للحصار والعقوبات، وإعلان نتائج دراساتها على الرأي العام العربي والدولي.
10. التأكيد على ان الهيئات المشاركة في هذا الاجتماع هي تعبير عن اتساع مساحة الضمير الجمعي العربي المتحرر من ضغوطات الحكام الرجعيين وإرادتهم المستلبة، وإن الاجتماع انعقد بمبادرة ذاتية انطلاقاً من المسؤولية القومية والإنسانية، وانسجاماً مع تراث القيمين عليه المنتصر لكل أبناء الأمة ودعماً للشعب العربي السوري، الذي يواجه حرباً عدوانية من جهة، وحرباً اقتصادية وارهاباً اقتصادياً من جهة أخرى، سيما وأن المواقف الرسمية لبعض الدول العربية لا ترتقي إلى المستوى المطلوب، لا بل أن بعض هذه الأنظمة هم من يحاصر سورية اقتصادياً قبل الغرب.
11. الإشارة إلى أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على الشعب العربي السوري هي عقوبات تتعارض مع القانون الدولي والإنساني، ولها طابع الأحادية والخروج عن الشرعية الذي يمثلها ميثاق الأمم المتحدة، وبناء عليه رفع مذكرة للأمم المتحدة وأجهزتها المعنية بملاحظة ذلك، واتخاذ الإجراءات التي يوفرها الميثاق لرفع تلك العقوبات بوصفها مخالفة للميثاق.
12. تتواصل اللجنة المقترحة مع الأحزاب السياسية وكافة التنظيمات المعنية لتحديد يوم معين في أكثر من بلد أو مدينة، لوقفة احتجاجية تحت عنوان (أوقفوا العقوبات والحصار عن الشعب السوري)، تشارك فيها كافة القوى الوطنية والقومية، والطلب إلى كافة وسائل الإعلام تغطيتها، ولاسيما الإعلام المقاوم، وكذلك شبكات التواصل الاجتماعي.
13. التواصل مع البرلمانات العربية أو البرلمانيين العرب والأجانب لوضعهم بصورة مايجري بحق الشعب السوري، وطرح تلك القضية في جلسات البرلمانات، ودعوة الحكومات العربية لإعادة علاقاتها مع دمشق، وتظهيرها إعلامياً، والطلب للحكومات مساندة الشعب السوري وكسر أي حصار مفروض عليه من خلال فتح الحدود، والسماح بالاستيراد والتصدير للجمهورية العربية السورية والسماح لشركات الطيران بالذهاب الى سورية والعودة منها.
14. مخاطبة غرف التجارة والصناعة والزراعة العربية وغيرها من أقطار ودول صديقة بضرورة التنسيق والتعاون مع نظيراتها في سورية؛ بهدف فتح أسواق التصدير والاستيراد بينهما والترويج للبضائع والمنتجات السورية، والمطالبة برفع أو تخفيض الضرائب عليها.
15. مخاطبة الجاليات العربية في المغترب لتنظيم تجمعات احتجاجية على تلك العقوبات مع أحرار العالم في تلك البلدان، وبيان آثارها على الشعب السوري، ولا إنسانيتها، ومخاطبة مؤسسات الدول التي يتواجدون فيها بضرورة وقف تلك العقوبات ورفع الحصار، لأن استمرار الحصار سيعرقل عملية إعادة الإعمار، ما يعني استمرار الأزمة وتفاقمها، وخلق بيئة مناسبة للفقر والتطرف، وإعادة إنتاج مناخات إرهاب عابر أو قادم، وضرورة دعم سورية لإعادة إعمار ما دمرته الحرب .
16. المطالبة بدعم سورية التي تحارب مشروعاً وإرهاباً، في سعيها لاستعادة مناطق إدلب والجزيرة التي تشكل خزان الاقتصاد السوري، كونها المصدر الاساسي للطاقة والمياه والحبوب، ورافعة الاقتصاد السوري،
17. الضغط بكل الوسائل المتاحة لالغاء كل الاجراءات العقابية المتخذة بحق وسئل الاعلام السورية والمناصرة للشعب السوري.
18. إرسال وفد شعبي عربي يضم شخصيات وطنية ومفكرين ومثقفين وبرلمانيين عرب وسياسيين معروفين بمواقفهم القومية إلى سورية، تضامناً ودعماً لها ولمواقفها القومية، ودفاعاً عن الحقوق العربية ومواجهتها لأعداء الأمة، ويعرب عن تضامنه ووقوفه إلى جانب الشعب العربي السوري والجيش العربي السوري والقيادة السورية في مواجهتهم لذلك الحصار الجائر، مثمناً صمودهم وصبرهم وتضحياتهم دفاعاً عن سورية والأمة العربية والإنسانية جمعاء.
ان المجتمعين في بيروت إذ يعتبرون اجتماعهم التحضيري ، خطوة في معركة رفع الحصار الاقتصادي على سورية والغاء العقوبات الاقتصادية ،يرون في هذه استكمالاً لمعارك سابقة خاضوها ضد الحصار على دول شقيقة وصديقة منذ عقود، كما يرون فيها ايضا استكمالاً لمعارك رفع الحصار المفروض حالياً على الشعب الفلسطيني في غزة، والشعب اليمني العظيم، وشعب ايران الرافض للإملاءات الاستعمارية، وشعوب امريكا اللاتينية المتمردة على التسلط الامبريالي الامريكي وفي طليعتها فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا وبوليفيا، بالاضافة الى شعوب روسيا والصين وكوريا الشمالية…
فالمعركة ضد الهيمنة الاستعمارية والنفوذ الصهيوني واحدة من المحيط الى الخليج عربياً، ومن أقصى المعموره الى أقصاها عالمياً.