أخبار مهمةمنوعات

من الرواية الرابعة للأديبة فاطمة صالح صالح…


من الرواية الرابعة للأديبة فاطمة صالح صالح…

14199637_250310905363559_7095509623400182230_n( كتبتُ مَرّةً..
( لماذا.. يا جدّتي الغالية..؟!
ياذات الروح المعذّبة..
ياذات الصوت الشجيّ .. الحزين..
أيتها المبدعة المُكبّلة..
يا أنثى العندليب..
يامن عجز جسدها المرهَق.. عن حَمل روحها الأكثرَ إرهاقا ً.. فأطلقها بعد اثنتين وثمانين عاما ً.. نحو أصلها..
لماذا أيتها الغالية.. كانت كلّ مواويلك ِ الشجيّة.. تبدأ وتنتهي.. بالآخ…. آخ…؟!!
بمجامرَ متوقّدة من القهر.. وأنهار غزيرة.. تفيضُ بالدموع ِ الحارقة..؟!
كم عانيت ِ..!!
أتساءلُ دائما ً.. كنتُ.. وما أزال.. وسأبقى ماحَييتُ.. أتساءلُ..
تكلّمي ياجَدّتي.. أرجوك ِ..
فأنا أنثى مثلك ِ.. بالإضافة إلى أنّ دَمي من دَمك ِ.. وهذا يؤكّد أنني أكثر من يفهمك ِ..
بوحي.. أيتها الغالية.. فسرّك ِ في بئر.. لا نهائية ِ القرار..
لا تخافي شيئا ً.. لا تخشي أحدا ً..
أنت ِ – ياجدتي – طاهرة.. مؤمنة..
كم استيقظتُ مرة ً، قبيلَ الفجر.. ورأيتك ِ تنزلين من سريرك ِ.. بيتك ِ.. منزلك ِ الذي كان يحضنك ِ أغلبَ ساعات اليوم.. تُنزلين ساقيك ِ البيضاوين، الجميلتينِ، بتثاقل ٍ شديد.. تُسقِطيهما عن سريرك ِ اللاهث ِ الحنون.. تجرجرينَ جسدَك ِ المتعَب، خطوات ٍ.. وتقفينَ بمحازاة السماءِ، قربَ نافدة ِ غرفتِنا المطلة ِ على القِبلة.. تفتحينَ صدرَك ِ اللاهث.. وتتمتمينَ صلاتك ِ اليومية..
( أشهدُ أن لا إله إلاّ الله.. وأشهدُ أنّ محمدا ً رسول الله.. ) ( الحمد والشكر إلك يا مستوجبَ الحمد.. الحمد لله.. ) ( ياربّ وفقلنا الغايبين والحاضرين ).. تتضرّعينَ متوحّدة ً مع القوّة ِ الخالقة.. ربّ السماوات والأرض ومابينهما.. القادر على كل شيء.. السميع البصير.. والقريب المجيب.. العليم بحالك.. وبكل شيء.. رازق الدود.. في حجر الجلمود.. سبحانه..( قصَدْتُ بابك.. فأرجوك لا تخيّبني.. ).. مُنقطعة ً عنِ العالمِ الخارجيّ.. متوحّدة ً مع الكونِ والحقيقة.. بريئة ً.. نقيّة ً.. صادقةً.. حُرّة..
صَدّقيني – ياجدّتي – ألله يحبّنا.. ليس لأننا لا نخطئ.. بل، لأننا .. لا.. ولم.. ولن نتعمّدَ الخطأ – أبدا ً – ويحبنا لأننا أنقياء..نأتيه ِ بقلب ٍ نقيّ من الشرور..
صَدري يصفُرُ يا جدّتي.. بل يجرش..
صدرُكِ الحنونُ، ظلّ يصفُرُ.. ويجرشُ.. على مدى عشرات ِ السنين.. )
حَفيدَتكِ المُخلِصة
فاطمة )


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق