تعزية من الشيخ أبو صخر عاطف شعلان بالمرحوم الشيخ أبو محمّد أمين الحسين رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى في كتابه العزيز ((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)) صدق الله العظيم.
الحمد لله الّذي لا يُحمد على مكروه سواه، الحمد لله الّذي قسّم البريّة كما شاء وأحبّ وجعل كلّ ما في الوجود دائم الحركة، وصلّى الله على الّذي كَتَبَ مقادير كلّ شيء إلى يوم الساعة.
بمزيد الأسف واللوعة تلقّينا نبأ وفاة الشيخ المُكرّم المُحتشم أبو محمّد أمين الحسين -رحمه الله- فوقع هذا الخبر المُفجع في جوفي كسائل حارق يُبدّد نسمات الغروب، فأخذني الصمت، وأبهتني تذكّري المُفاجئ للواقعة المُفجعة، لكنّ الدنيا مليئة بالمصائب والمُعجزات ومليئة بالمؤمنين.
وليس أشقّ أيها الأخوان على فقد أخ عارف ذي عقل ودين إن شاورته في أمر دينك وجدته ناصحًا، وإن شاورته في أمر دنياك وجدته شفيقًا، لكنّ الأيام تأتي على كلّ شيء فتَخلقُ الأفعالَ وتمحو الآثارَ وتُميتُ الذكرَ إلّا ما رسّخ في قلوب الناس بمحبّة تتوارثها الأعقاب. فكُنتَ أيّها الشيخ مُتواضعًا شبيهًا بالنسّاك الّذين يمشون على الأرض هونًا، والتابعين خُطى الرُسل والصوفيين، مُحنيَ الرأس في الجلوس والمسير مواظبًا على مجالس الذكر في جهد العبادة، لقد أخذتَ الصمتَ منهجًا والتفكّرَ بالأمور فارتقيت إلى سرائر الحكمة، لأنّ مَراح الأرواح، ومُستراح القلب المهزوم، تُغسل الهموم، وتسير إلى بساط الرحمة الربّانية.
رحمك الله من أخ ذي حسبٍ ونسب منسوبًا بالجدّين، من بلاد ووطن الأنوار الصالحين، مثل سيدنا الشيخ أبو السرايا والشيخ علي الفارس وصولًا إلى سيدنا الشيخ صالح القضماني أطال الله عمره، الذين حافظوا على قلوبهم وعقولهم، فالأرواح الحقيقيّة ستبقى أبدَ الدهر تُلاعبُها رياحُ المجد، فإلى جنّة الخلد أيّها الراحل إلى الأبديّة، كريم النفس واليد، مُحبًّا للأخوان وتواتر الإحسان، مُطيعًا لقائم الزمان بالعمل والبرهان، وستبقى تذكرك الأهل والأقارب والأخوان، وستبقى ذكراك قنديل ظلمات هذا العصر، وسلامًا عليك حيًّا وميّتا، فنعم الأحياء كنت، ونعم الهالك أنت. وعزاؤنا بأهلك وأنجالك وأخوانكَ وأهل يركا الأشاوس الأكارم الشجعان في الدين والدنيا
الآسف الفقير لله الذي أحبّك وأحببته ولن ينساك أبدًا
عاطف شعلان
4 نيسان 2021
جولان تايمز